کد مطلب:90778 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:132

کتاب له علیه السلام (48)-إِلی معاویة و مَن معه من الناس















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ وَ مَنْ قِبَلَهُ مِنْ النَّاسِ.

سَلاَمٌ عَلَیْكُمْ.

[صفحه 827]

فَإِنّی أَحْمُدُ إِلَیْكُمُ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ.

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ للَّهِ عِبَاداً آمَنُوا بِالتَّنْزیلِ، وَ عَرَفُوا التَّأْویلَ، وَ تَفَقَّهُوا فِی الدّینِ، وَ بَیَّنَ اللَّهُ فَضْلَهُمْ فِی الْقُرْآنِ الْحَكیمِ، وَ أَنْتَ، یَا مُعَاوِیَةُ وَ أَبُوكَ وَ أَهْلُكَ، فی ذَلِكَ الزَّمَانِ أَعْدَاءُ الرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ،

مُكَذِّبُونَ بِالْكِتَابِ الْمُبینِ، مُجْتَمِعُونَ عَلی حَرْبِ الْمُسْلِمینَ، مَنْ ثَقِفْتُمْ[1] مِنْهُمْ حَبَسْتُمُوهُ أَوْ عَذَّبْتُمُوهُ أَوْ قَتَلْتُمُوهُ[2].

وَ لَمَّا أَدْخَلَ اللَّهُ تَعَالی[3] الْعَرَبَ فی دینِهِ[4] أَفْوَاجاً، وَ أَسْلَمَتْ لَهُ هذِهِ الأُمَّةُ طَوْعاً وَ كَرْهاً، كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ فِی الدّینِ إِمَّا رَهْبَةً وَ إِمَّا رَغْبَةً، عَلی حینَ فَازَ أَهْلُ السَّبْقِ بِسَبْقِهِمْ، وَ ذَهَبَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ.

فَلاَ یَنْبَغی لِمَنْ لَیْسَتْ لَهُ مِثْلُ سَوَابِقِهِمْ فِی الدّینِ، وَ لاَ فَضَائِلِهِمْ فِی الإِسْلاَمِ، أَنْ یُنَازِعَهُمُ الأَمْرَ الَّذی هُمْ أَهْلُهُ وَ أَوْلی بِهِ، فَیَحُوبَ بِظُلْمٍ[5].

وَ لاَ یَنْبَغی لِمَنْ كَانَ لَهُ عَقْلٌ أَنْ یَجْهَلَ أَمْرَهُ وَ قَدْرَهُ، وَ لاَ أَنْ یَعْدُوَ حَدَّهُ وَ طَوْرَهُ، وَ لاَ أَنْ یُشْقِیَ نَفْسَهُ بِالْتِمَاسِ مَا لَیْسَ لَهُ وَ لاَ بِأَهْلِهِ.

ثُمَّ إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِأَمْرِ هذِهِ الأُمَّةِ قَدیماً وَ حَدیثاً أَقْرَبُهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ،

وَ أَعْلَمُهُم بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ أَفْقَهُهُمْ[6] فِی دینِ اللَّهِ، وَ أَوَّلُهُمْ إِسْلاَماً، وَ أَفْضَلُهُمْ جِهَاداً، وَ أَشَدُّهُمْ بِمَا تَحْمِلُهُ الأَئِمَّةُ مِنْ أَمْرِ الأُمَّةِ[7] اضْطِلاَعاً[8].

[صفحه 828]

فَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذی إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ، وَ لاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ[9].

وَ اعْلَمُوا أَنَّ خِیَارَ عِبَادِ اللَّهِ الَّذینَ یَعْمَلُونَ بِمَا یَعْلَمُونَ، وَ أَنَّ شِرَارَ عِبَادِ اللَّهِ الَّذینَ یُنَازِعُونَ بِالْجَهْلِ أَهْلَ الْعِلْمِ.

فَإِنَّ لِلْعَالِمِ بِعِلْمِهِ فَضْلاً، وَ إِنَّ الْجَاهِلَ لَنْ یَزْدَادَ بِمُنَازَعَتِهِ الْعَالِمَ إِلاَّ جَهْلاً.

أَلاَ وَ إِنّی أَدْعُوكُمْ إِلی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ حَقْنِ دِمَاءِ هذِهِ الأُمَّةِ، فَإِنْ قَبِلْتُمْ أَصَبْتُم رُشْدَكُمْ، وَ اهْتَدَیْتُمْ[10] لِحَظِّكُمْ، وَ إِنْ أَبَیْتُمْ إِلاَّ الْفُرْقَةَ وَ شَقَّ عَصَا هذِهِ الأُمَّةِ، فَلَنْ تَزْدَادُوا مِنَ اللَّهِ إِلاَّ بُعْداً، وَ لَنْ یَزْدَادَ الرَّبُّ عَلَیْكُمْ إِلاَّ سَخَطاً. وَ السَّلامُ[11].


صفحه 827، 828.








    1. لقیتم. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 498.
    2. ورد فی المصدر السابق. و صفین ص 150. و المناقب للخوارزمی ص 174. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 210. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 445. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 104. و نهج البلاغة الثانی ص 186. باختلاف یسیر.
    3. ورد فی المناقب للخوارزمی ص 174. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 498.
    4. حتّی أراد اللّه تعالی إعزاز دینه، و إظهار أمره ( رسوله ) فدخلت... و كنتم. ورد فی المصدرین السابقین. و صفین ص 150. و الفتوح ج 2 ص 558. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 210. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 445.

      و المستدرك لكاشف الغطاء ص 104. و نهج البلاغة الثانی ص 186. باختلاف بین المصادر.

    5. فیجور و یظلم. ورد فی المناقب للخوارزمی ص 174. و شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ج 3 ص 210.
    6. أنبههم. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 445.
    7. بما تحمّله الرّعیّة من أمورها. ورد فی المصدر السابق. و صفین للمنقری ص 150.
    8. و أشدّهم اطّلاعا بما تجهله الرّعیّة من أمرها. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 498.
    9. البقرة، 42.
    10. هدیتم. ورد فی المناقب للخوارزمی ص 175. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 498.
    11. ورد فی المصدرین السابقین. و صفین ص 150. و الفتوح ج 2 ص 558. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 210. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 445. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 104. و نهج البلاغة الثانی ص 186. باختلاف یسیر.