کد مطلب:90778 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:132
سَلاَمٌ عَلَیْكُمْ. [صفحه 827] فَإِنّی أَحْمُدُ إِلَیْكُمُ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ للَّهِ عِبَاداً آمَنُوا بِالتَّنْزیلِ، وَ عَرَفُوا التَّأْویلَ، وَ تَفَقَّهُوا فِی الدّینِ، وَ بَیَّنَ اللَّهُ فَضْلَهُمْ فِی الْقُرْآنِ الْحَكیمِ، وَ أَنْتَ، یَا مُعَاوِیَةُ وَ أَبُوكَ وَ أَهْلُكَ، فی ذَلِكَ الزَّمَانِ أَعْدَاءُ الرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، مُكَذِّبُونَ بِالْكِتَابِ الْمُبینِ، مُجْتَمِعُونَ عَلی حَرْبِ الْمُسْلِمینَ، مَنْ ثَقِفْتُمْ[1] مِنْهُمْ حَبَسْتُمُوهُ أَوْ عَذَّبْتُمُوهُ أَوْ قَتَلْتُمُوهُ[2]. وَ لَمَّا أَدْخَلَ اللَّهُ تَعَالی[3] الْعَرَبَ فی دینِهِ[4] أَفْوَاجاً، وَ أَسْلَمَتْ لَهُ هذِهِ الأُمَّةُ طَوْعاً وَ كَرْهاً، كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ فِی الدّینِ إِمَّا رَهْبَةً وَ إِمَّا رَغْبَةً، عَلی حینَ فَازَ أَهْلُ السَّبْقِ بِسَبْقِهِمْ، وَ ذَهَبَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ. فَلاَ یَنْبَغی لِمَنْ لَیْسَتْ لَهُ مِثْلُ سَوَابِقِهِمْ فِی الدّینِ، وَ لاَ فَضَائِلِهِمْ فِی الإِسْلاَمِ، أَنْ یُنَازِعَهُمُ الأَمْرَ الَّذی هُمْ أَهْلُهُ وَ أَوْلی بِهِ، فَیَحُوبَ بِظُلْمٍ[5]. وَ لاَ یَنْبَغی لِمَنْ كَانَ لَهُ عَقْلٌ أَنْ یَجْهَلَ أَمْرَهُ وَ قَدْرَهُ، وَ لاَ أَنْ یَعْدُوَ حَدَّهُ وَ طَوْرَهُ، وَ لاَ أَنْ یُشْقِیَ نَفْسَهُ بِالْتِمَاسِ مَا لَیْسَ لَهُ وَ لاَ بِأَهْلِهِ. ثُمَّ إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِأَمْرِ هذِهِ الأُمَّةِ قَدیماً وَ حَدیثاً أَقْرَبُهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ أَعْلَمُهُم بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ أَفْقَهُهُمْ[6] فِی دینِ اللَّهِ، وَ أَوَّلُهُمْ إِسْلاَماً، وَ أَفْضَلُهُمْ جِهَاداً، وَ أَشَدُّهُمْ بِمَا تَحْمِلُهُ الأَئِمَّةُ مِنْ أَمْرِ الأُمَّةِ[7] اضْطِلاَعاً[8]. [صفحه 828] فَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذی إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ، وَ لاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ[9]. وَ اعْلَمُوا أَنَّ خِیَارَ عِبَادِ اللَّهِ الَّذینَ یَعْمَلُونَ بِمَا یَعْلَمُونَ، وَ أَنَّ شِرَارَ عِبَادِ اللَّهِ الَّذینَ یُنَازِعُونَ بِالْجَهْلِ أَهْلَ الْعِلْمِ. فَإِنَّ لِلْعَالِمِ بِعِلْمِهِ فَضْلاً، وَ إِنَّ الْجَاهِلَ لَنْ یَزْدَادَ بِمُنَازَعَتِهِ الْعَالِمَ إِلاَّ جَهْلاً. أَلاَ وَ إِنّی أَدْعُوكُمْ إِلی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ حَقْنِ دِمَاءِ هذِهِ الأُمَّةِ، فَإِنْ قَبِلْتُمْ أَصَبْتُم رُشْدَكُمْ، وَ اهْتَدَیْتُمْ[10] لِحَظِّكُمْ، وَ إِنْ أَبَیْتُمْ إِلاَّ الْفُرْقَةَ وَ شَقَّ عَصَا هذِهِ الأُمَّةِ، فَلَنْ تَزْدَادُوا مِنَ اللَّهِ إِلاَّ بُعْداً، وَ لَنْ یَزْدَادَ الرَّبُّ عَلَیْكُمْ إِلاَّ سَخَطاً. وَ السَّلامُ[11].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ وَ مَنْ قِبَلَهُ مِنْ النَّاسِ.
صفحه 827، 828.
و المستدرك لكاشف الغطاء ص 104. و نهج البلاغة الثانی ص 186. باختلاف بین المصادر.